يرجى الانتظار Loading...

القدس والوصاية الهاشمية

تؤكد السياسة الاردنية بقيادة جلالة الملك في كل مناسبة على الرابطة القوية دينياً وقومياً وتاريخياً للهاشميين والعرب والمسلمين عموماً بالقدس، وعلى مكانة هذه المدينة المقدسة لديهم، وهو ارتباط وثيق العرى توارثه الهاشميين كابراً عن كابر، كما توارثته الأجيال العربية والمسلمة منذ آلاف السنين، حيث جاءت الاتفاقية التاريخية التي وقعها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين والرئيس الفلسطيني محمود عباس في 31 اذار 2013، لحماية المسجد الاقصى المبارك، تاكيداً على تلك العناية والرعاية الهاشمية المتواصلة، وتجسيداً للعهدة العمرية التي حملها الهاشميون عبر التاريخ، وكإمتداد  للبيعة التي انعقدت للشريف الحسين بن علي عام 1924، لحماية المقدسات في القدس ورعايتها والدفاع عنها، في وجه المخططات الاسرائيلية لتهويد القدس ومقدساتها  وطمس معالمها الحضارية والدينية العربية الاسلامية والمسيحية.
وينطلق الموقف الأردني الثابت من أن القدس الشرقية أرض محتلة، السيادةُ فيها للفلسطينيين، والوصايةُ على مقدساتها الإسلامية والمسيحية هاشمية، يتولّاها ملك المملكة الأردنية الهاشمية جلالة الملك عبدالله الثاني، ومسؤوليةُ حماية المدينة مسؤوليةٌ دولية وفقاً لالتزامات الدول بحسب القانون الدولي والقرارات الدولية.
ويؤكد الأردن أن القدس الشرقية جزء يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وهي تخضع لأحكام القانون الدولي المتعلّقة بالأراضي الواقعة تحت الاحتلال، مستنداً في ذلك إلى قرارات الشرعية الدولية، ومن بينها قرار مجلس الأمن 478 الذي ينص على أن قرار إسرائيل بضم القدس الشرقية وإعلانها عاصمةً موحدة قرارٌ باطل.
كما أنّ الموقف الأردني الثابت يتمثل في أن القدس الشرقية عاصمةُ الدولة الفلسطينية المستقبلية، على حدود الرابع من حزيران 1967، وأن جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية فيها، سواء في ما يتعلق بالنشاطات الاستيطانية، أو مصادرة الأراضي، أو التهجير، أو تغيير طابع المدينة، إجراءاتٌ مخالفة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقرارات الدولية ذات الصلة.
الاعمارات الهاشمية للمقدسات في القدس
حظيت المقدسات على إهتمام خاص في السياسة الأردنية ، وإعادة بناء وصيانة المتضرر أو المتهدم منها من خلال سلسلة الإعمارات الهاشمية في القدس :-
1- الاعمار الهاشمي الأول : 
كان هذا الاعمار في عهد الشريف الحسين بن علي سنة 1924، حيث تبرع الشريف الحسين بن علي بمبلغ أربعة وعشرين الف ليرة ذهب لاعمار المقدسات الاسلامية في الحرم القدسي الشريف. 
2- الاعمار الهاشمي الثاني : 
    بعد تولي جلالة الملك الحسين بن طلال سلطاته الدستورية، أمر في عام 1953 بتشكيل لجنة ملكية بموجب قانون خاص لاعمار المقدسات الاسلامية في القدس، وأبرز ما قامت به اللجنة خلال الاعمار الثاني ما يلي: 
    1. الاعمار الشامل لمبنى قبة الصخرة المشرفة 1954 – 1964. 
    2. ترميم وصيانة المحاريب والقباب والمساطب في ساحة الحرم الشريف.
    3. ترميم مصلى النساء والابنية المحيطة بساحة الحرم الشريف.  
3- الاعمار الهاشمي الثالث لمبنى قبة الصخرة المشرفة : 
    وقد اشتمل هذه الاعمار  الذي بدأ عام 1969 على ما يلي: 
•    ازالة اثار الحريق الذي تعرض له المسجد الاقصى المبارك في 21/8/1969.
•    تكسية قبة الصخرة المشرفة بالواح النحاس المذهبة. 
•    تكسبة اروقة قبة الصخرة المشرفة بالواح الرصاص. 
•    وضع اجهزة انذار واطفاء الحريق في مبنيي المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وقد كانت تكلفة هذه الاعمال ثمانية ملايين دينار. 
الرعاية الهاشمية للمقدسات في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين
تواصلت المسيرة الهاشمية المتوارثة من عهد الاجداد في الحفاظ على مدينة القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية فيها انطلاقاً من المسؤولية الدينية والتاريخية والقومية، وقد حظيت القدس بإهتمام ورعاية من لدن جلالة الملك عبد الله الثاني، منذ أن تولى جلالته سلطاته الدستورية حرصاً من جلالته بضرورة الحفاظ على هويتها العربية الاسلامية، وحماية مقدساتها الاسلامية والمسيحية من المخاطر التي تواجهها في ظل الاحتلال الذي يسعى بشكل حثيث لطمس هذه المعالم التاريخية والدينية في اطار سياسة التهويد التي تنفذها  اسرائيل على ارض الواقع.
من هذا المنطلق جاء تأكيد جلالة الملك خلال قمة الدوحة على ضرورة وضع استيرتيجية عربية لحماية القدس والمقدسات فيها من محاولات تهويدها وتغيير هويتها وتفريغ سكانها العرب.
محطات الاهتمام والرعاية الهاشمية متعدة وكثيرة غير أن ذلك لا يمنع من تسليط الضوء على ابرز هذه المحطات:ـ
-    منبر صلاح الدين الايوبي.
في ليلة السادس والعشرين من رمضان عام 1423 هجرياً الموافق الاول من كانون الاول لعام 2002 تشرف جلالة الملك عبد الله الثاني بوضع اللوحة الزخرفية على جسم منبر صلاح الدين ليعود هذا المنبر في اداء دوره الحضاري والديني في رحاب المسجد الاقصى المبارك بعد ان امتدت اليه اليد الاثمه عام 1969  واحرقته.
- المئذنة الخامسة للمسجد الاقصى المبارك
بناءً على التوجيهات الملكية السامية باشرت لجنة اعمار المسجد الاقصى المبارك برئاسة معالي وزير الاوقاف والمقدسات اعداد المخططات والدراسات اللازمة لانجاز هذا المشروع الذي تقرر ان يكون مكانه على السور الشرقي للمسجد الاقصى المبارك.
-    تجديد فرش مسجد قبة الصخرة المشرفة
امر جلالة الملك عبد الله الثاني بتجديد فرش مسجد قبة الصخرة المشرفة بالسجاد، حيث تم اختيار السجاد الجديد لمسجد قبة الصخرة بمساحة تصل الى (2000) متر مربع بعناية فائقة من حيث اللون والمواصفات بما يتلائم مع طبيعة وقدسية المسجد المبارك.
كما تواصل لجنة الاعمار بتوجيه كريم مع جلالة الملك عبد الله ابن الحسين متابعة وانجاز العديد من المشروعات من خلال كوادرها الفنية في المسجد الأقصى المبارك ومنها:- 
•    صيانة جدران المسجد الأقصى الجنوبية والشرقية. 
•    صيانة رخام الجدران الداخلية والخارجية لمبنى قبة الصخرة المشرفة. 
•    صيانة المآذن. 
•    تذهيب الزخارف الداخلية لمبنيي الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة. 
•    صيانة قاشاني رقبة قبة الصخرة المشرفة. 
    اعداد الدراسات ومخططات ووثائق عطاء مشروعات البنية التحتية للمسجد الأقصى المبارك والتي تشمل:-
•    مشروع الصوتيات المركزي. 
•    مشروع الانارة الغامرة وشبكة الهاتف. 
•    مشروع الاعمال الميكانيكية والصحية.   
وهناك العديد مـن المؤسسات والهيئات التـي من ضمن واجباتها واهتماماتها العناية  بشؤون القـدس والمقدسـات فيها ومنها :-
1-    وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية : 
تقوم هذه الوزارة برعاية شؤون المقدسات الإسلامية في القدس منذ عام 1950 ولغايـة 
الآن ، وتقوم هذه الوزارة بإدارة المسجد الأقصى المبارك وصيانته حيث أنشأت فــي 
القدس دائرة إسمها دائرة الأوقاف ويتبع لها قسم الآثار الإسلامية الذي يقوم بتوثيـــق 
وصيانة المعالم الإسلامية المعرضة للخطر ، وتمكن هذا القسم من صيانة عدد لا بـأس 
به من هذه المعالم بإشراف " مركز توثيق وصيانة وترميم آثار القدس " الذي أنشأتــه 
جامعة الدول العربية في عمان عام 1982 ثم جُمدت أعماله عام 1991 .
2-    دائرة قاضي القضاة : 
هذه الدائرة تشرف على المحاكم الشرعية في القدس ويجري تنسيق كامل بين الجهتين في جميع الأمور المتعلقة بالأحوال الشخصية .
3-    لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة : 
تشكلت هذه اللجنة بموجب قانون رقم (32) لسنة 1954 ويترأس هذه اللجنة حالياً معالي وزير الأوقاف والمقدسات الإسلامية ، وللجنة جهاز فني عامل في القدس في موقع المسجد الأقصى المبارك يشمل مهندسين وفنيين وإداريين ، ويقوم هذا الجهاز بالإشراف على أعمال الإعمار في المعالم الدينية والتاريخية المختلفة في الحرم القدسي الشريف .
4-    اللجنة الملكية لشؤون القدس : 
بعد الإحتلال الإسرائيلي للقدس عام 1967 ، صدرت الإرادة الملكية بتشكيل هذه اللجنة لرعاية شؤون القدس وإبراز قضيتها لدى المحافل الدولية والرأي العام العالمي ، وفي عام 1994 تم إعادة تشكيل هذه اللجنة برئاسة سمو الأمير الحسن بن طلال لتضم شخصيات أردنية وعربية وإسلامية.
5-    الصندوق الأردني الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة 
صدرت الإرادة الملكية السامية عام 2007 بإنشاء هذا الصندوق تعبيراً عن إهتمام جلالة الملك عبد الله الثاني بالقدس والمقدسات فيها ، ويعمل هذا الصندوق بموجب قانون رقم (15) لسنة 2007 ، ويترأس صاحب السمو الأمير غازي بن محمد مجلس أمناء الصندوق الذي يضم عدد من الشخصيات الأردنية والعربية والإسلامية المعنية بشؤون القدس ، ويهدف هذا الصندوق وفقاً للمادة الرابعة من قانون الصندوق إلى توفير التمويل اللازم لرعاية المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة والمقدسات الإسلامية في القدس الشريف ، لضمان استمرارية إعمارها وصيانتها وتوفير جميع المتطلبات اللازمة لتأكيد أهمية هذه المقدسات وحرمتها لدى المسلمين بشكل عام ، والهاشميين على وجه الخصوص.